أول خطوة أن نعرف الحاجات التي يحتاجها الأبناء للنجاح فى الحياة ...

أيها الآباء والأمهات : آن لنا أن نبدأ في تربية أولادنا تربية صحيحة تستند إلى العلم والفهم والجهد لا إلى تصوراتنا الشخصية ولا إلى تصورات السابقين ، مع تقديرنا الشديد لجهدهم وبذلهم ، لكن الأمر الآن قد اختلف والحياة قد اختلفت ، ولم يعد يصلح للتربية إلا العلم والفهم والجهد .. وأول خطوة في سبيل ذلك هي أن نعرف الحاجات التي يحتاجها الأبناء للنجاح في هذه الحياة .
----------------------------------------------------------------------------------
أيها الآباء والأمهات : إذا فكرتم فيما تحتاجونه من الأبناء .. دون أن تفكروا فيما يحتاجه الأبناء .. فلن نصل أبدًا لا إلى ما يحتاجه الآباء ولا إلى ما يحتاجه الأبناء .
----------------------------------------------------------------------------------
لعل أهم الحاجات التي يحتاجها الطفل لينمو نموًا نفسيًّا صحيحًا الحاجة إلى الحب والقبول .. ولكن ولكي نقدم لهم الحب الذي يجعل نموهم النفسي صحيحًا يجب أن تقدِّم لأولادك حبًّا غير مشروط .. فلا تجعل إنجازات أولادك أو خضوعهم لمطالبك شرطًا لحبك لهم .. واحذر أن تقول لأحد أولادك : ( إذا فعلت كذا سأحبك ) لأن الرسالة التي ستصله من خلال هذه الجملة هي : إنني أحب عملك لا أحبك أنت ، بل إن الرسالة الأخطر التي ستصله هي : إنك إذا لم تفعل هذا الأمر فلن أحبك .
----------------------------------------------------------------------------------
احذر أن تشجع أولادك بعد إنجاز عمل ما بقولك : ( أنا بحب أحمد لأنه عمل ... ) لأن الرسالة التي ستصله من خلال هذه الجملة هي : إنني أحب عملك لا أحبك أنت .
----------------------------------------------------------------------------------
عندما يخطئ ولدك وتعاقبه فيجب أن يفهم أنك غاضب من سلوكه الخاطئ ، وأنك تكره هذا السلوك الخاطئ لا تكرهه هو ، وأنك تتمنى ألا تعاقبه أبدًا لأنك تحبه جدًّا .
----------------------------------------------------------------------------------
يجب أن يكون أي عقاب لأولادنا على قدر الخطأ لا على قدر الغضب إذ أننا كثيرًا ما نعاقب على قدر غضبنا لا على قدر أخطاء أولادنا .
----------------------------------------------------------------------------------
قدِّم الحب لأولادك حتى وأنت مرهق أو وأنت متعب وخاصة في المرحلة السنية التي لا يدرك فيها الأولاد جيدًا ما يعنيه الإرهاق أو التعب .
----------------------------------------------------------------------------------
تقبل أولادك كما هم .. فلابد أن نقر بأن الأولاد يختلفون في قدراتهم الرياضية والدراسية والفكرية فلابد - بعد بذل أقصى جهد معهم - أن نتقبلهم كما هم .
----------------------------------------------------------------------------------
لا يشترط أن يؤدي الأولاد جميعًا نفس الأنشطة أو يمارسوا نفس الرياضة أو تكون لديهم نفس المهارات والقدرات فهذا يتنافى مع الفطرة السليمة .
----------------------------------------------------------------------------------
احذر التدليل .. فإذا كنا نوصي بحب أبنائنا وقبولهم فإننا بنفس الدرجة نؤكد على عدم تدليل أولادنا ؛ لأن التدليل يفسد التربية لذا لا تلبِ لابنك جميع احتياجاته ، إذ لابد أن يعلم الطفل أن كل ما يطلبه ليس من الممكن إحضاره في التو واللحظة ، وأن هناك ما هو ممكن وما هو غير ممكن .. ولا تخضع لصراخه وإلحاحه في الأمور التي أخبرته بعدم إمكانية تلبيتها .
----------------------------------------------------------------------------------
لا تدخل مع ولدك معركة خاسرة ، فإذا كنت تعلم أنك في نهاية الأمر ستلبي له ما يطلبه فلتلبه من البداية حتى لا يشعر بقدرته على إجبارك على ما يريد .
----------------------------------------------------------------------------------
يجب أن تكون هناك أمورٌ محددة يتم الاتفاق عليها بين الإبن ووالده مع التأكيد على الالتزام بها .
----------------------------------------------------------------------------------
لا تمدح ولدك وتثن عليه بدون سبب حقيقي يستدعي ذلك .
----------------------------------------------------------------------------------
احذر الحصار .. فبعض الآباء يبالغون في حب أبنائهم للدرجة التي تجعلهم يفرضون عليهم الحصار ، فهم لا يريدون لهم تعلم السباحة ؛ لأنهم يخافون عليهم من الغرق ، ولا يريدون لهم الخروج ؛ لأنهم يخافون عليهم ، وهم يحذرونهم دائمًا من كل شيء .. إن هذا الحصار يجعل الطفل يشعر أن الحياة مستودع أخطار ، ويجعله لا يثق في ذاته ، ولا يعتمد على ذاته .. وهذا لا ينفي أن هناك أمورًا يجب مراعاتها كالحفاظ على أمنهم وسلامتهم على ألا نبالغ في هذا الأمر .
----------------------------------------------------------------------------------
ابتسم ابتسامة رقيقة في وجه طفلك كلما رأيته وخاصة عندما يستيقظ في الصباح وعندما يعود من المدرسة ، وكلما مرت فترة دون لقاء بينكم فهذا يشعره بحبك له .
----------------------------------------------------------------------------------
أكثر من أخذ طفلك في أحضانك ، وإجلاسه على قدمك ؛ فالملامسة للطفل لها أثر كبير عليه وعلى إشعاره بحبك وكلما كبر في السن تخير وسيلة الملامسة المناسبة كأن تضع يدك على كتفه أو ذراعك في ذراعه أو تضرب كفك بكفه عند الضحك .. المهم أن تظل هناك مساحة ملامسة بينك وبينه .
----------------------------------------------------------------------------------
أكثر من مداعبة طفلك وليس تدليله .. وتسامح مع بعض أخطائه .
----------------------------------------------------------------------------------
احمل طفلك الصغير وسر به ولاعب الكبير مصارعة .
----------------------------------------------------------------------------------
احضر لطفلك هدايا مفاجئة دون أن تخبره بها .
----------------------------------------------------------------------------------
قل لطفلك صراحة وبوضوح أنك تحبه .
----------------------------------------------------------------------------------
أرسل لإبنك رسالة مكتوبة تعبر له فيها عن حبك ، أو اكتبها في ورقة وعلقها أمام مكتبه
----------------------------------------------------------------------------------
استخدم أي وسيلة ترى أنها تشعر طفلك بحبك له وتجعله يبادلك حبًّا بحب مع مراعاة تجنب التدليل والحصار والشروط .
----------------------------------------------------------------------------------
لابد من الإشارة إلى أن حبك لأولادك وتعبيرك عن ذلك لا ينتقص أبدًا من مكانتك عند أولادك ؛ بل على العكس يرفع من مكانتك .. كما تجدر الإشارة أيضًا إلى أن قسوة الآباء تباعد كثيرًا بينهم وبين الأبناء .
----------------------------------------------------------------------------------
( نفسي أحضنك .. مع عناق حار ) جملة وتصرف صغيرين لكنهما كفيلان بجلب السعادة والفرحة لطفلك .
----------------------------------------------------------------------------------
يجب أن يعلم الآباء أن الأبوة ليست سلطة مطلقة ، وليست وسيلة لفرض الرأي ، وليست قسوة وغلظة ، وليست إرثًا نرثه من الآباء .. إنما هي متعة كبيرة .. إنما هي مهنة عظيمة .. لا ينجح فيها إلا من يحبها ، ويبذل الجهد في سبيل حسن تأديتها .. فليحذر الآباء القسوة .. ليحذر الآباء الفظاظة والغلظة .. وليتذكروا دائمًا أن المولى سبحانه وتعالى أعلم النبي ( صلى الله عليه وسلم ) بأنه لو كان فظًا غليظ القلب لانفض الناس من حوله ، وهو نفس المعنى الذي ننقله للآباء فنقول لهم : ( الفظاظة والغلظة مع الأبناء .. تعني أن ينفض عنكم الأبناء ) .. ليس معنى ذلك ألا نوجه وألا نعاقب .. لكن عندما نوجه فإننا نوجه بحب وحتى عندما نعاقب .. نعاقب بحب .. نسأل الله أن يجعل حياتنا مع أولادنا حب × حب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.