صلاح البال هو هذه الحالة النفسية والقلبية التى ...

صلاح البال هو هذه الحالة النفسية والقلبية التى تجعل صاحبها يرضى حيث يسخط الناس .. يصبر حيث يجزع الناس .. يتفاءل حيث يتشاءم الناس .. يطمئن حيث يقلق الناس .. يستبشر حيث ييأس الناس .. وربما يبتسم حيث يبكى الناس .
----------------------------------------------------------------------------------
صلاح البال هو هذه الحالة التى تجعل صاحبها ينطلق فى الحياة بقوة .. يحقق آماله وأحلامه .. لا تعوقه هموم الحياة ولا أحزانها .
----------------------------------------------------------------------------------
صلاح البال هو حالة السكينة التى تملأ قلب صاحبها حتى وإن ساءت من حوله الظروف والأحداث لأنها حالة تنبع من الداخل لا من الخارج .. حالة تؤثر فى سيئ الأحداث فتخفف آلامها وتمسح أحزانها وتجعل الرضا والقبول دواءً لها .
----------------------------------------------------------------------------------
صلاح البال هو هذه الحالة التى تزيل عن القلب المخاوف .. فصاحبها لا يخاف الفشل .. لا يخاف المرض .. لا يخاف الموت .. لا يخاف الكبر .. لذا تجده ينطلق فى الحياة بلا خوف .. بلا قلق .. فتحلو له الحياة .. وتحلو به الحياة .
----------------------------------------------------------------------------------
صلاح البال ليس فقط هو حالة الطمأنينة والسكينة التى تعترى صاحبها دائما إنما هى كذلك قوة تدفع صاحبها إلى العمل .. إلى النجاح .. إلى أن يكون قوةً فاعلةً فى الحياة .. وكيف لا فالهادئون المطمئنون أقوى عزمًا وأكثر أملاً وأدق عملاً وأكثر نجاحًا وأثرًا .
----------------------------------------------------------------------------------
صلاح البال هو هذه الحالة الجميلة الرقيقة التى تجعل صاحبها ينظر للأحداث بعينٍ غير التى ينظر بها الناس .. عينٌ ترى الجميل قبل القبيح .. ترى النور قبل الظلام .. عينٌ تتطلع إلى صفاء السماء لا إلى وحل الأرض .
----------------------------------------------------------------------------------
صلاح البال ليس حالة موقوتة تتعلق بعدم وجود مشكلات أو بتحقيق بعض الأمنيات لكنها حالة دائمة هى التى تساعد على حل المشكلات وتحقيق الأمنيات .
----------------------------------------------------------------------------------
صلاح البال ليس فقط هو حالة السعادة التى نشعر بها عند كسب مال أو نجاح فى عمل فمثل هذه السعادة لا تدوم طويلاً كما أن المال قد يزول والمناصب حتمًا ستزول أما صلاح البال الحقيقى فهو حالةٌ أبدًا لا تزول .
----------------------------------------------------------------------------------
صلاح البال هو رضا وتفاؤل .. استبشار وطمأنينة .. صبر وابتسام .. نجاح وانطلاق .
----------------------------------------------------------------------------------
إن السر فى أننا نفتقد هذا الكنز المسمى صلاح البال يكمن فى كلمتين اثنتين لا ثالث لهما .. هاتين الكلمتين هما ( علاقات سيئة ) .. علاقات سيئة مع الله .. علاقات سيئة مع الناس .. علاقات سيئة مع الذات والحياة .. فالذى يعانى من علاقات سيئة مع الله لا يمكن أبدًا أن يصل إلى الطمأنينة وصلاح البال .. والذى يعانى من علاقات سيئة مع الناس تقل عنده ولا شك درجة الطمأنينة وصلاح البال .. والذى يعانى من علاقات سيئة مع الذات والحياة فيفشل كثيرا فى حياته ولا يحقق ما يتمناه فيها تقل عنده ولا شك درجة الطمأنينة وصلاح البال .
----------------------------------------------------------------------------------
لكى نفوز بالكنز المسمى صلاح البال يجب علينا أن نحسن علاقاتنا مع الله ومع الناس ومع الذات والحياة فنصل بذلك إلى الطمأنينة وصلاح البال .
----------------------------------------------------------------------------------
يقول أحد الأشخاص أنه كان يصلي وأثناء السجود شعر بمشاعر لم يشعر بها من زمن طويل .. شعر بالسكينة .. شعر باللذة .. شعربالطمأنينة .. شعر بشوق شديد إلى تكرار مثل هذه السجدة .. واكتشف أن أحلى متع الحياة .. متعة السجود بين يدي الله .
----------------------------------------------------------------------------------
ويقول اّخر أنه ذاق جميع لذات الحياة لكنه لم يجد أبهج ولا أسعد ولا أحلى من ركعتين خاشعتين باكيتين يصليهما في جوف الليل .
----------------------------------------------------------------------------------
هناك كثيرون من ذوى الأموال والمناصب والجاه والسلطان إلا أنهم لم يشعروا بالطمأنينة والسكينة إلا في رحاب بيت الله الحرام أو في المسجد النبوي .
----------------------------------------------------------------------------------
يقول أحد كبار رجال الأعمال أنه اكتشف أثناء أدائه العمرة أنه لم يكن حيًا وأنه لم يذق في حياته أحلى من هذه الأيام العشر التي قضاها في هذه الرحاب الطاهرة .
----------------------------------------------------------------------------------
إن حسن العلاقة مع الله هو أول طريق الطمأنينة وصلاح البال وسوء العلاقة مع الله هو أهم أسباب افتقاد الطمأنينة وراحة البال .
----------------------------------------------------------------------------------
إذا كنت ممن يبحثون عن الحياة الطيبة الهادئة السعيدة .. فالطريق قد لخصه الله فى قوله تعالى : ( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) [ النحل : 97 ] .
----------------------------------------------------------------------------------
إذا كنت ممن يبحثون عن قلبٍ هادئٍ مطمئن ، ثابتٍ مستقر .. فالطريق قد لخصه الله فى قوله تعالى : ( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ )
[ الرعد : 28 ] .
----------------------------------------------------------------------------------
إذا كنت تبحث عن تكفير سيئاتك وإصلاح بالك .. فالطريق قد لخصه الله فى قوله تعالى : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ ) [ محمد : 2 ] .
----------------------------------------------------------------------------------
إذا كنت تبحث عن عطاءات ربك ، إذا كان الشوق إلى مالٍ أو بنين يملأ قلبك .. فالطريق قد لخصه الله فى قوله تعالى : ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا )     [ نوح : 10 - 12 ] .
----------------------------------------------------------------------------------
إذا كنت تبحث عن حياةٍ لا ضلال فيها ولا شقاء .. فالطريق قد لخصه الله فى قوله تعالى : ( قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ) [ طه : 123 ، 124 ] .
----------------------------------------------------------------------------------
إذا كنت تبحث عن الأمن والهداية .. فالطريق قد لخصه الله فى قوله تعالى :
( الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ) [ الأنعام : 82 ] .

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.