كان هناك شاب يدرس فى إحدى الجامعات ...


كان هناك شاب يدرس فى إحدى الجامعات وفى يوم من الأيام كان فى حالة شديدة من الإرهاق والتعب للدرجة التى جعلته ينام فى إحدى المحاضرات وحين استيقظ وجد أستاذه يكتب مسألتين فى نهاية المحاضرة .. قام هذا الطالب بنقل هاتين المسألتين اللتين رآهما تدريباً أعطاه لهم أستاذهم ، وبعد عودته إلى بيته بدأ يحاول حل هذا التدريب - الواجب المنزلى - الذى أعطاه لهم أستاذهم لكنه فشل .. فى اليوم التالى ذهب إلى مكتبة الجامعة وبدأ يبحث عن المصادر التى قد تعينه على حل هاتين المسألتين .. استمر فى البحث والمحاولة حتى استطاع على مدار الأسبوع أن يقوم بحل مسألة واحدة منهما فى أربع صفحات .. وفى محاضرة الأسبوع التالى لم يسأل هذا الأستاذ طلابه عن حل المسألتين فتوجه الطالب إليه وأخبره أنه قام بحل الواجب الذى أعطاه لهم .. سأله الأستاذ أى واجب أنا لم أعط لكم أى واجب ؟
سادت حالة من التعجب بين الاثنين حتى طلب الأستاذ من هذا الطالب أن يريه هذا الواجب الذى يقول عنه فأعطاه المسألة التى قام بحلها وأخبره أنه لم يستطع حل الثانية .. تعجب الأستاذ بشدة ثم قال له : إن هاتين المسألتين لم يكونا واجباً إنما كانا فقط نموذجا .. أتدرون نموذجا لماذا ؟ لقد كانا نموذجا لـ: ( مسائل عجز العلم عن حلها ) ! 
تخيلوا ماذا كان سيحدث لو أن هذا الطالب كان قد سمع جملة إن هذه المسائل عجز العلم عن حلها .. فى هذه الحالة كانت الفكرة التى ستسيطر على عقله أنه لا يمكن أبداً أن يقوم بحلها ولم يكن ممكنا أبداً أن يستطيع حلها لكن اعتقاده أنها واجب وطالما أنها واجب فمن الممكن حلها .. جعل فكرة الإمكان هذه هى التى تسيطر عليه وتجعله يجتهد فى حلها ليس هذا فقط بل وينجح فى حلها .. والأكثر من ذلك أن الكثير من الجامعات الآن تضع على قوائمها هذه المسألة والحل الذى وصل إليه الطالب كنماذج لمسائل كان العلم يعجز عن حلها ثم قام البعض بحلها ، لذلك إذا ما أردنا ثقة فعالة تؤدي بنا إلى حياة فعالة فلابد أن تسيطر على عقولنا فكرة الإمكان ، فكرة أنه يمكننا أن نفعل أشياء عظيمة ونحقق نجاحات عظيمة .
----------------------------------------------------------------------------------
كان هناك جراح شاب ، وكان ذلك الجراح الشاب ابنًا لعامل مناجم فى « ويلز »، وكان والده يعمل لساعات طويلة مقابل أجر ضئيل . وكان على ذلك الابن أن يذهب للمدرسة حافى القدمين لأن والده لم يكن ليتحمل شراء حذاء له . ولم يكن يرى الفاكهة أو اللحم إلا مرتين فى العام أثناء الأعياد ، وذات يوم قال ذلك الشاب لوالده : « أبى ، إننى أريد أن أصبح جراحاً ، وتعود رغبتى فى ذلك إلى أن الفتى الذى أذهب معه للمدرسة كان مصابا فى عينه بالمياه الزرقاء وهو الآن يستطيع أن يرى بوضوح بعد أن تم إجراء عملية جراحية له فى عينه ، وأنا أريد أن أصبح ناجحا ، وصالحا مثل الطبيب الذى أجرى له الجراحة ».
فأجابه والده : « يا بنى ، لقد ادخرت ثلاثة آلاف جنيه ( وهو ما كان يقدروقتها بثمانية آلاف دولار ) وهو كل ما أمكننى توفيره على مدى عشرين عاما ، وقد ادخرت ذلك المبلغ من أجلك ، ولكننى أرى أنه من الأفضل ألا تمس ذلك المبلغ قبل أن تنهى دراستك فى كلية الطب . يمكنك ساعتها أن تأخذ المال لتفتتح عيادة جميلة تحتوى على كل المتطلبات والأجهزة الطبية اللازمة وحاليا فإن هذا المال سوف يحقق فائدة ويكون لك بمثابة أمان مادى . وإننى أعلم أنك عندما تكون بحاجة حقيقية لذلك المال أثناء دراستك فى كلية الطب ، فسوف تجده . إنه خاص بك ، إلا أننى أفضل أن تتركه حتى تتراكم فائدته وعندما تتخرج فسوف يكون ذلك بمثابة بداية جيدة ومفيدة لك ».
أثارت تلك الكلمات النشوة فى أوصال الشاب ونذر ألا يقترب من المال حتى يتخرج في كلية الطب . وشق طريقه فى كلية الطب ، وكان يعمل فى الصيدليات ليلا . وأثناء الإجازات ، وكان يحصل كذلك على المال من خلال عمله كمدرس للكيمياء ، وكان حريصاً على ألا يقترب من المال الذى تركه له والده حتى يتخرج ، ثم جاء يوم التخرج حيث قال له والده : « يا بنى ، لقد قضيت عمرى أعمل فى مناجم الفحم ، ولم أعمل فى أى شىء آخر . والحقيقة أنه ليس هناك أى مال فى المصرف ، ولم يكن هناك أى مال أبدا . كل ما كنت أريده هو أن تعمل على تحفيز نفسك تحفيزا قويا حتى تصل لمنجم الذهب الكامن بداخلك .. ذلك المنجم اللامحدود ، الذى لا ينضب معينه » .
ويستطرد الجراح قائلا : « فأصابنى الوجوم ، والدهشة وعجزت عن الكلام لبرهة ، ثم بعد دقائق تجاوزت الصدمة ، وتغلبت على هلعى ثم انفجر كلانا فى الضحك ، وأدركت أن كل ما كان يريدنى أبى أن أتعلمه بالفعل هو أن فكرة الشعور الواثق بأن الثروة ملكى من خلال ذلك المبلغ فى المصرف لمساعدتى وقت الحاجة منحتنى الشجاعة ، والإيمان ، والثقة ، وجعلتني أؤمن بذاتى .
وكان ذلك الجراح يعنى بكلامه أن كل ما قام بتحقيقه على المستوى الظاهرى لم يكن إلا رمزا لإيمانه ويقينه الداخلى . وأن سر النجاح لأى شخص فى العالم وكذلك الإنجاز يكمن فى اكتشاف الطاقة الإعجازية الهائلة لأفكاره ومشاعره ، حيث كان صديقنا الجراح يتصرف بثقة تماما كما لو كان المال موجودا .
----------------------------------------------------------------------------------
خلع الملك لويس السادس عشر عن عرشه وتم سجنه ، وهؤلاء الذين خلعوا الملك عن العرش أخذوا ابنه الصغير ( الأمير ) ، لقد فكروا أنه نظراً لأن ابن الملك كان هو وريث العرش ، فإذا أمكنهم أن يدمروه أخلاقيا ، فإنه لن يدرك أبدا المصير العظيم الجليل الذى قدرته له الحياة ووهبته إياه .
لقد أخذوه إلى مجتمع بعيد ، وهناك أخضعوا الغلام لكل شيء فاحش وقذر يمكن أن تمنحه الحياة . لقد عرضوا عليه أطعمة غنية إلى الحد الذى كان سيجعله يتحول سريعا إلى عبد لشهيته ، واستخدموا لغة بذيئة على مسامعه ، وعرضوه لإناث فاسقات عاهرات ، عرضوه لكل ما هو غير شريف ، لقد كان محاطا لمدة أربع وعشرين ساعة يوميا بكل شيء من شأنه أن ينحدر بروح الإنسان إلى أسفل سافلين ، لقد تعرض الصبى لهذه المعاملة لما يزيد عن ستة أشهر ، ولكن الغلام الصغير لم ينحن ولو لمرة واحدة تحت وطأة هذه الضغوط وأخيراً . وبعد إغراء مكثف ، استجوبوه ، لماذا لم يُخْضِعْ نفسه لهذه الأمور ؟ لماذا لم يستسلم ؟ تلك الأمور كانت ستمنحه المتعة ، وتشبع شهواته ، وكلها أمور مرغوبة ، وكانت كلها ملكه .. قال الصبى : « لا يمكننى أن أفعل ما تطلبونه لأننى ولدت كى أصبح ملكا ».
لقد تمسك الأمير لويس بهذا النموذج عن نفسه بغاية الشدة - نموذج ولدت كى أصبح ملكاً - بحيث لم يستطع شيء أن يزعزعه ، وبمثل هذا السلوك ، وبمثل هذا الاعتقاد يحدث النجاح ونمتلك الثقة والصلابة .
---------------------------------------------------------------------------------- 
ظل الناس لفترات طويلة يعتقدون أنه من المستحيل على الإنسان أن يقطع مسافة الميل - 1600 متر - جرياً فى أقل من أربع دقائق ، بل إن البعض قد وصل إلى قناعة بأن ذلك يؤثر بالسلب على القلب ، حتى جاء شاب اسمه روجر بانيستر لم يقتنع بذلك وزرع فى عقله فكرة أنه من الممكن أن يقطع هذه المسافة فى أقل من 4 دقائق ، وبالفعل وفى يوم 6 مايو عام 1954 قطع هذه المسافة فى زمن 3 دقائق و59.6 من الثانية ، وهو الأمر الذى أثار ذهول الكثيرين ولم يتم التأكد من ذلك إلا عندما حطم الرقم مرة أخرى ، لكن المثير للعجب أكثر هو أنه بعد عام واحد من هذا الحدث استطاع 37 لاعباً تحطيم الرقم وبعد عام آخر أصبح هناك 300 لاعب استطاعوا كسر هذا الرقم ، فما الذى حدث ، الذى حدث هو أن كسر روجر لهذا الرقم قد حطم القناعات السلبية فى عقول الآخرين وحطم فكرة استحالة تحطيم الرقم ، وحين تحطمت هذه الفكرة السلبية فى ميدان العقل ، سهل بعد ذلك تحطيم الرقم فى ميدان العدو .
والأهم من ذلك هو ما صرح به روجر نفسه والذي يعد السر في تحطيمه ما كان الناس يرونه مستحيلاً وما هذا السر إلا قوله : « كنت على ثقة من أنني أستطيع أن أقطع الميل في أقل من 4 دقائق » هذه القناعة الإيجابية التي ملأت عقل روجر كانت هي العامل الأساسي في تحطيمه هذا الرقم ، وستظل كذلك العامل الأساسي في قهرنا أي شيء نراه مستحيلاً أو يراه الآخرون مستحيلاً .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.