يحكى أنّ شيخاً كبيراً كان لديه جواد وفرّ هذا الجواد ، فجاء جيرانه يواسونه فأجابهم بلا حزن ، وما أدراكم أنه حظٌ عاثر؟ وبعد أيام قليلة عاد إليه الجواد مصطحباً معه عدداً من الخيول البرية فجاء إليه جيرانه يهنئونه على هذا الحظ السعيد فأجابهم بلا تهلل وما أدراكم أنه حظٌ سعيد ؟ وبعد أيام سقط إبنه الشاب من فوق أحد الخيول وكسرت ساقه وجاءوا للشيخ يواسونه فأجابهم بلا هلع وما أدراكم أنه حظ سيء ؟ وبعد أسابيع قليلة أعلنت الحرب وأعفي إبن الشيخ من القتال لكسر ساقه فمات في الحرب شبابٌ كثيرون ونجا ابنه .
فأهل الحكمة لا يغالون في الحزن على شيء فاتهم ولا يغالون أيضاً في الابتهاج .. ويشكرون الله دائماً على كل حال .
----------------------------------------------------------------------------------
اجتمع أربعة حكماء فقال أحدهم : أنا أندم على ما قلت ولا أندم على ما لم أقل . وقال الاّخر : إذا تكلمتُ بالكلمة ملكتنى ، وإذا لم أتكلم ملكتها ولم تملكني . وقال الثالث : عجبت للمتكلم .. إن رجعت عليه كلمته ضرته ، وإن لم ترجع لم تنفعه . وقال الرابع : أنا على رَدّ ما لم أقل أقدر منى على رد ما قلت .
فاحذر زلات اللسان فإنك تحكم الكلمة ما دامت لم تخرج منك فإن خرجت فإنها تحكمك.
----------------------------------------------------------------------------------
كان هناك ملك أعرج ويرى بعين واحدة ، وفي أحد الأيام دعا الفنانين ليرسموا له صورة شخصية بشرط ألا تظهر عيوبه في هذه الصورة ، فرفضوا ذلك ! فكيف سيرسمون الملك بعينين وهو لا يملك سوى عين واحدة ؟ وكيف يصورونه بقدمين سليمتين وهو أعرج ؟ ولكن أحد الفنانين رسم له صورة جميلة وفي غاية الروعة .. كيف ؟! لقد تصور الملك واقفاً وممسكاً ببندقيـة الصيد ( بالطبع كان يغمض إحدى عينيه ) ويحني قدمـــه العرجاء وهكذا رسم صورة الملك بلا عيــوب وبكل بساطة .
ماذا استفدت من القصة ؟
----------------------------------------------------------------------------------
إجتمع أهل القرية لإيجاد حلّ لمشكلة الذئب الذي يقتحم حظيرة الأغنام كل ليلة ويهاجم الشياه . فبعضهم اقترح رفع سياج الحظيرة أو وضع حراسة ، ومنهم من طالب بقتل الثعلب ، واحتدم الخلاف وساد هرجٌ ومرج ، وتم تأجيل الأجتماع واجتمعوا بعد أيام وتم التأجيل مرّة بعد أخرى . وفي الأجتماع الأخير كانت المشكلة قد حلّت ! لأنّ الذئب كان قد أتى على آخر شاة في الحظيرة .
القصة تحدثت عن سببين خطيرين أديا فى النهاية لحدوث الكارثة ، وهما الخلاف أو الإختلاف ، والسبب الثانى التأجيل ، فما رأيك أنت ؟
----------------------------------------------------------------------------------
غداً سباق الضاحية للركض وأنا مستعدٌ له جيداً ، هكذا قال لى زميلي أحمد وكان نحيلاً وبنيته ضعيفة ، ولقد ألحّ عليّ بسؤال عجيب ! سألني : كيف سأعرف طريق السباق وهل هناك علامات على الطريق ؟ ، ضحكت في نفسي وقلت : لعله يعتقد أنه سيكون في المقدمة ! وفي اليوم التالي حصل أحمد على المركز الأوّل ! . فقلت في نفسي ، لقد فاز منذ الأمس .
ماتعليقك على القصة ؟
----------------------------------------------------------------------------------
كان أعمى يسير في طريقه وكان يحمل على عاتقه جرّة ويمسك بيده سراج . وعندما وصل إلى النهر ملأ جرّته وعاد قاصداً بيته فرآه أحد العابثين فتقدم منه ، وقال مستهزئاً به : يا هذا ، إنك أعمى والليل والنهار في عينيك سواء ، فماذا تصنع بالسراج ؟ قال الأعمى : يا كثير الفضول إني حملته لأعمى القلب مثلك حتى يستضئ به فلا يتعثر في الظلمة فيصطدم بي فأقع وتنكسر جرّتي .
----------------------------------------------------------------------------------
يقول مالك بن دينار:
بدأت حياتي ضائعا سكيراً عاصيا .. أظلم الناس وآكل الحقوق .. آكل الربا .. أضرب الناس .. أفعل المظالم .. لا توجد معصية إلا وارتكبتها .. كنت شديد الفجور .. يتحاشاني الناس من معصيتي . وفي يوم من الأيام .. اشتقت أن أتزوج ويكون عندي طفلة .. فتزوجت وأنجبت طفلة سميتها فاطمة .. أحببتها حباً شديدا .. وكلما كبرت .. فاطمة زاد الإيمان في قلبي وقلت المعصية في قلبي ، ولربما رأتني فاطمة أمسك كأسا من الخمر .. فاقتربت مني فأزاحته وهي لم تكمل السنتين .. وكأن الله يجعلها تفعل ذلك .. وكلما كبرت فاطمة كلما زاد الإيمان في قلبي واقتربت من الله خطوة .. وابتعدت شيئا فشيئاً عن المعاصي .. حتى اكتمل سن فاطمة 3 سنوات ، فلما أكملت الــ 3 سنوات ماتت فاطمة .. فانقلبت أسوأ مما كنت .. ولم يكن عندي من الصبر الذي عند المؤمنين ما يقويني على البلاء .. فعدت أسوا مما كنت .. وتلاعب بي الشيطان .. حتى جاء يوما فقال لي شيطاني : لتسكرن اليوم سكرة ما سكرت مثلها من قبل ! فعزمت أن أسكر وأشرب الخمر وظللت طوال الليل أشرب وأشرب وأشرب .. فرأيتني تتقاذفني الأحلام .. حتى رأيت تلك الرؤيا : رأيتني يوم القيامة وقد أظلمت الشمس .. وتحولت البحار إلى نار .. وزلزلت الأرض .. واجتمع الناس إلى يوم القيامه .. والناس أفواج وأفواج .. وأنا بين الناس ، وأسمع المنادي ينادي فلان ابن فلان .. هلم للعرض على الجبار
يقول : فأرى فلان هذا وقد تحول وجهه إلى سواد شديد من شده الخوف حتى سمعت المنادي ينادي باسمي .. هلم للعرض على الجبار يقول : فاختفى البشر من حولي ( هذا في الرؤية ) وكأن لا أحد في أرض المحشر .. ثم رأيت ثعبانا عظيماً شديداً قويا يجري نحوي فاتحا فمه . فجريت أنا من شده الخوف فوجدت رجلاً عجوزاً ضعيفاً .. فقلت : آه ، أنقذني من هذا الثعبان فقال لي .. يا بني أنا ضعيف لا أستطيع ولكن إجر في هذه الناحية لعلك تنجو .. فجريت حيث أشار لي والثعبان خلفي ووجدت النار تلقاء وجهي .. فقلت : أأهرب من الثعبان لأسقط في النار فعدت مسرعا أجري والثعبان يقترب فعدت للرجل الضعيف وقلت له : بالله عليك أنجدني أنقذني .. فبكى رأفة بحالي .. وقال : أنا ضعيف كما ترى لا أستطيع فعل شيء ولكن إجر تجاه ذلك الجبل لعلك تنجو .. فجريت للجبل والثعبان سيخطفني فرأيت على الجبل أطفالا صغاراً فسمعت الأطفال كلهم يصرخون : يا فاطمه أدركي أباك أدركي أباك .. فعلمت أنها ابنتي .. ففرحت أن لي ابنة ماتت وعمرها 3 سنوات تنجدني من ذلك الموقف فأخذتني بيدها اليمنى .. ودفعت الثعبان بيدها اليسرى .. وأنا كالميت من شده الخوف ، ثم جلست في حجري كما كانت تجلس في الدنيا ، وقالت لي يا أبت " ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله .. " فقلت يا بنيتي .. أخبريني عن هذا الثعبان ! .. قالت هذا عملك السيئ أنت كبرته ونميته حتى كاد أن يأكلك .. أما عرفت يا أبي أن الأعمال في الدنيا تعود مجسمة يوم القيامة ؟ قلت : وذلك الرجل الضعيف .. قالت ذلك العمل الصالح .. أنت أضعفته وأوهنته حتى بكى لحاله لا يستطيع أن يفعل لك شيئاً .. ولولا الله ثم أنك أنجبتني ولولا أني مت صغيرة ما كان هناك شئ ينفعك ..
يقول : فاستيقظت من نومي وأنا أصرخ : قد آن يارب .. قد آن يارب .. نعم " ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله ..فقمت واغتسلت وخرجت لصلاه الفجر أريد التوبة والعودة إلى الله .. ودخلت المسجد فإذا بالإمام يقرأ نفس الآية : " ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله " !
ذلك هو مالك بن دينار من أئمة التابعين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.